الرئيسية / أخر المستجدات / فرحة تُخفي الأزمة ولا تُنهيها

فرحة تُخفي الأزمة ولا تُنهيها

الانتصارات التي حققها المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم بقطر فجرت فرحة عارمة للمغاربة في مختلف الأقاليم حيث امتلأت الشوارع والساحات والطرقات بآلاف المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية تعبيرا عن ابتهاجهم واحتفائهم بالنتائج المشرفة للمنتخب المغربي، وعن اعتزازهم وفخرهم بانتمائهم الوطني.

وإذا كان من الطبيعي أن يفرح الناس بانتصارات الفريق الذي يمثل بلادهم فإن الشكل غير المسبوق للتعبير عن هذه الفرحة يحمل في طياته الكثير من الدلالات منها على الخصوص؛ وجود طاقات هائلة لا يُتاح لها الخروج إلى العلن في بعض المجالات بينما تكون مقبولة أو مرغوبة في الرياضة أو الغناء…

وفي جميع الأحوال فإن الفرحة العارمة التي عمت مختلف أرجاء البلاد تبقى مرتبطة بنتائج المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم وبالتالي فهي محددة في الزمن لتعود الحياة بعد ذلك إلى وتيرتها العادية ويعود الناس لمواجهة معيشهم اليومي ويعود الإحساس بمخالب الأزمة بأوجهها المختلفة وبعبئها الثقيل على الفئات العريضة من الشعب الذي لا يمكن أن يشعر بفرحة حقيقية ودائمة إلا بتغيير عميق في السياسات العمومية المتبعة في اتجاه ديمقراطية سليمة في آلياتها ومقوماتها وتوزيع عادل للثروات الوطنية وإنصاف اجتماعي ومجالي وضمان الكرامة الإنسانية للجميع.